View this site in:   English   |   العربية

أعمال أخرى

أمضيت فصل الربيع الماضي أجوب الشرق الأوسط، من القاهرة إلى عمّان ومن بيروت إلى دبي، أستكشف مجتمع الشركات التكنولوجية الناشئة البارز، لكن غير المعروف بعد بشكلٍ كافٍ. وازدَدْت حماسةً عندما اتضح لي أنّ المرأة الريادية هي المحرّك الأساس على الساحة العربية الريادية اليوم.

 

على الرغم من أني لست من المعجبين بلعبة الهوكي، إلاّ أني معجب بأسطورة هذه الرياضة واين غريتزكي. أشعر ببساطة بالإعجاب بأي امرأة أو رجل يبرزون في أي مجال كان، وكرياديّ فضوليّ إلى الأبد، يدهشني المنظار الذي يرون العالم من خلاله.

 

اسأل أي إمرأة تنتمي إلى مجتمع الريادة في الشرق الأوسط عن التحدي الأكبر الذي تواجهه، ولن تسمع إلاّ أجوبة مألوفة لأي ريادي، مثل "هل أستطيع القيام بذلك؟ هل سيكترث أحد لأعمالي؟ كيف أختار من بين مئات الأولويّات؟ متى أجني المال؟ كيف أوظّف الفريق المناسب؟ أبإمكاني التقدّم بسرعة؟" ثم تعمّق في الموضوع أكثر وستكتشف مواضيع أخرى شاملة تواجهها أي إمرأة في العالم، مع بعض الفروقات المتغيّرة بحسب الخصائص الإقليمية.

بصفتي مرشد ومستشار لمساهمين بارزين في بناء البيئة الحاضنة في الشرق الأوسط، وهما المستثمر التأسيسي وبوّابة الشركات الناشئة في المنطقة "ومضة"، والشركة الحاضنة الأردنية "أويسيس500" Oasis500، لا يسعني إلاّ أن ألحظ بروز بعض الرياديين المتميّزين. اكتشفت من بين هؤلاء قصّتين استثنائيتين تعكسان الفرص المتاحة في المنطقة الناطقة باللغة العربية.

نميل نحن في الغرب إلى التفكير في الابتكار على أنه الخطوة التالية المشرقة والمقبولة عالمياً. غير أنه في الأسواق الناشئة، يمكن للنفاذ الجديد إلى تكنولوجيات موجودة أصلاً (مثل الاتصال العالي السرعة وذي نطاق التردد السريع والهواتف المحمولة والأجهزة الذكية) أن يقود إلى التفكير بشكل أساسي ومفاجئ بالمشاكل المحلية والإقليمية، ولهذا السبب فقد تنتِج يوماً ما هذه المناطق من العالم التي تم تجاهلها، ابتكارات على مستوى عالمي. 

دروس مستفادة هي حقًّا، استقيتها من سلسلة المقالات هذه. ففي خضمّ فترة التحوّل العظيم الذي يشهده الشرق الأوسط اليوم، لم يسعني إلاّ الشعور بالإلهام والإجلال أمام شركات ناشئة تكنولوجية زرتها والتقيت فيها النساء البارزات اللواتي يلعبن دورًا جوهريًّا في إدارتها.

عندما قامت أول منصة في الشرق الأوسط لتمكين الرياديين "ومضة "، بتنظيم لقاء "الإحتفال بالتجارة الإلكترونية الريادية" في عمّان في شهر حزيران/يونيو الفائت، احتشد الحاضرون بالمئات. لعلّ السبب يعود إلى ضخامة السوق الاستهلاكيّة في الشرق الأوسط وتوفّر الأموال فيها، ما يشكّل أرضًا خصبة للشركات الصاعدة أينما كانت.

من الصعب أن نفكّر بمنصة ناجحة تتعامل مباشرة مع الزبائن، من دون أن تكون بطبيعتها اجتماعية. فهل سنفاجأ إن نظرت النساء في الشرق الأوسط، القادمات من انتفاضات الربيع العربي التي غالباً ما كانت منسقة عبر فيسبوك وتويتر، إلى منصات الزبائن والتحاور الاجتماعي من منظار فريد؟

تتجاهل شركات رأس المال المغامر منطقة الشرق الأوسط لأسباب خاطئة، علماً أن استغلالها المنطقة بشكل آمن سيخلق فرصاً جديدة.

Publications Christopher has been featured in

المنشورات التي تحدثت عن خبرات كريستوفر وأعماله